وفقًا لمعلومات جمعها موقع أفريكا فوت، يُفكّر إسلام سليماني جديًا في مغادرة نادي كلوج الروماني، في وقتٍ يمرّ فيه النادي الروماني بإحدى أسوأ الأزمات المالية في تاريخه الحديث. اللاعب الجزائري الدولي، الذي انضمّ الصيف الماضي طموحًا للمساهمة بخبرته وكفاءته، يجد نفسه أمام وضعٍ رياضي وإداريّ صعبٍ للغاية.
ووفقًا لمصادرنا، لم يتقاضَ سليماني راتبًا منذ انضمامه خلال فترة الانتقالات الصيفية. ويستحقّ المهاجم البالغ من العمر 36 عامًا الآن راتبًا متأخرًا لثلاثة أشهر، وهو وضعٌ مُقلقٌ للاعبٍ بمثل مكانته. وليست حالة سليماني حالةً معزولةً، إذ يلعب العديد من زملائه في الفريق دون رواتبهم لأشهرٍ عديدة، وكذلك العديد من موظفي النادي.
يواجه نادي كلوج الروماني أزمةً ماليةً خانقة، تُمثّلت في الحاجة المُلِحّة لتسوية 1.2 مليون يورو من الرواتب والمكافآت غير المدفوعة. تبلغ هذه الديون ما بين أربعة وخمسة أشهر من رواتب اللاعبين والجهاز الإداري، بالإضافة إلى مكافآت غير مدفوعة من الموسم الماضي، وخاصةً تلك المتعلقة بكأس رومانيا والعديد من المباريات الأوروبية.
نجا النادي بصعوبة من عقوبات صارمة من سلطات كرة القدم الرومانية، بما في ذلك خصم محتمل للنقاط، قبل أن يُسوّي جزئيًا بعض ديونه المستحقة.
يعود سبب عدم الاستقرار هذا إلى الوضع الشخصي لمالك النادي، نيلو فارغا، الذي وصلت مشاكله المالية، بحسب التقارير، إلى مستوى حرج. ويُقال إن المالك على وشك الإفلاس، مما أثر بشكل مباشر على العمليات اليومية للنادي وأوقف العديد من عمليات الميزانية.
يعمل سليماني في بيئة هشة وغير مستقرة بشكل متزايد، ويفكر الآن في مغادرة نادي كلوج في وقت مبكر من فترة الانتقالات الشتوية. المهاجم، الحريص على إنهاء مسيرته في بيئة احترافية مستقرة، لا يريد أن يظل عالقًا في وضع لم يعد فيه الوفاء بالضمانات المالية والرياضية.
قد تُفتح أمامه خياراتٌ عديدة في الأسابيع المقبلة، حيث يُقيّم محيطه الفرص بعناية.
على الرغم من التسوية الجزئية لبعض الديون، لا يبدو أن هناك حلاًّ دائماً في الأفق لإدارة الأزمة. فبين التوترات الداخلية، وعدم الاستقرار المالي، والاستياء الواسع النطاق داخل الفريق، يمرّ النادي الروماني بفترةٍ عصيبة.
في هذا السياق، يبدو رحيل سليماني ليس مُرجّحاً فحسب، بل شبه حتمي، ما لم يحدث تحوّل سريع، وهو أمرٌ يصعب تصوّره حالياً.
